الجنف الخلقي

يشير مصطلح الجنف الخلقي إلى تشوه العمود الفقري الناجم عن عدم تشكل الفقرات بشكل صحيح. ويحدث هذا الخلل في وقت مبكر جداً من مراحل تطور الجنين في الرحم؛ وخلال الأسابيع الستة الأولى من التكوين الجنيني.

تقرؤون في هذا المقال:

1- كيفية تكوّن الجنف الخلقي

2- ما الأسباب المحتملة لهذا المرض؟ 

3- كيفية تشخيص مرض سكوليوز الخلقي 

4- الخيارات العلاجية المتاحة 

5- ما النتائج طويلة المدى المنتظرة للجنف الخلقي؟ 

كيفية تكوّن الجنف الخلقي

يتكون الجنف الخلقي على أحد شكلين: إما على شكل فشل في تكوين الفقرات، أو فشل في انفصالها.

  • فشل التكوين (وهو الشكل الأكثر شيوعاً)

يكون نتيجة عدم نمو أجزاء من فقرة واحدة أو أكثر من العمود الفقري، ما يجعله غير مستقر في مناطق معينة ويخلق انحناء في العمود الفقري.

  • فشل انفصال الفقرات (الانقسام)

يحصل نتيجة عدم انفصال فقرات العمود الفقري عند مراحل التكوين الأولية، حيث ينتهي بها المطاف إلى الاندماج والالتصاق.

في كلا النوعين، غالباً ما تحدث التشوهات في مناطق متعددة من العمود الفقري. ويعدُّ هذا التباين في الفقرات هو المسؤول عن تطور الانحناء في الرحم، حيث يحدث الخلل في تناسق العضلات والأربطة التي تتكون وتتطور حول العمود الفقري. مما يؤثر بشكل مباشر على استقرار فقرات العمود الفقري، وينجم عن ذلك اعوجاجات في العمود الفقري، تتطور بدورها مع نمو الجنين في الرحم.

سكوليوز الخلقي
سكوليوز الخلقي

كم تبلغ نسبة الإصابة بالجنف الخلقي؟

يعدُّ مرض الجنف الخلقي من الأمراض النادرة جداً، إذ يصيب واحداً من كل 10.000 مولود وسطياً.

ما الأسباب المحتملة لمرض الجنف الخلقي ؟

على الرغم من كون الأسباب الدقيقة المسؤولة عن تكوين هذا النوع من الجنف لا زالت مجهولة حتى وقتنا الحالي، إلا أنه تم اقتراح بعض الفرضيات لفهم المسببات وراءه.

  • تشير إحدى هذه النظريات إلى أن العوامل الميكانيكية خارج الرحم هي المسؤولة عن ارتفاع معدل الإصابة بالجنف.
  • وتقترح فرضية أخرى أسباباً وراثية تأتي مصاحبة غالباً لأمراض وراثية أخرى، مثل: اضطرابات الكولاجين وتراخي المفاصل.
  • كما أشارت الدراسات البحثية ارتفاع نسب سكوليوز الخلقي عند الإنجاب من الأمهات كبيرات السن، أو عند ولادة الأطفال الخدج، وناقصي الوزن عند الولادة.
  • يعاني الأطفال حديثو الولادة الذين يعانون من الجنف من نسبة عالية من التشوهات الخلقية الأخرى، مثل: التشوهات التشريحية للقناة البولية التناسلية، أو عيوب القلب الخلقية.

ما كيفية تشخيص مرض سكوليوز الخلقي؟

غالباً ما يتم اكتشاف هذا النوع من الجنف لأول مرة في الفحص البدني الأولي لحديثي الولادة من قِبل طبيب الأطفال، أو يلاحظه آباء الأطفال بعد الولادة مباشرة.

بسبب زيادة حدوث التشوهات الخلقية الأخرى المصاحبة للجنف، يجب إجراء فحص شامل للأطفال حديثي الولادة. حيث يتم تصوير البطن بالأشعة فوق الصوتية لفحص الكِلى والأنسجة المحيطة بها، وإجراء فحص للقلب بالأشعة فوق الصوتية (الإيكو). كما يُجرى فحص عصبي كامل للظهر والأطراف للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى في العمود الفقري.

ما الخيارات العلاجية لمرضى الجنف الخلقي؟

تعتمد خيارات العلاج على عمر وحجم الطفل، وشدة انحناء العمود الفقري. حيث يُكتفى بالمراقبة في الأطفال ذوي الانحناءات قليلة الدرجة، مع متابعتهم بشكل دوري خلال مراحل نموهم. فإذا لم يتطور الانحناء بمرور الوقت، فلا حاجة لتدخُّل علاجي آخر.

عندما يكون الجنف الخلقي شديد الانحناء، يحتاج الطفل عادةً إلى تدخل جراحي أو ما يعرف بمسمى عملية الجنف. ويعتمد تحديد نوع العلاج الجراحي على عمر الطفل ومرحلة نموّه.

ويشار إلى أن الدعامات والأنواع الأخرى من العلاجات غير الجراحية لا تُعد فعالة بشكل عام في حالات سكوليوز الخلقي.

ما النتائج المتوقعة للجنف الخلقي على المدى الطويل؟

تعتمد النظرة المستقبلية للجنف الخلقي على طبيعة وشدة انحناء العمود الفقري.

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من انحناءات حادة، فإن جراحة العمود الفقري الناجحة، والرعاية بعد الجراحة، ستساعد هؤلاء الأطفال على النمو بشكل طبيعي قدر الإمكان.

يعدُّ الجنف الخلقي المُكتشف في سنٍّ مبكرة أحد أكثر أنواع الجنف صعوبة في العلاج. ولا يمكن التنبؤ بتطور الانحناء في المراحل التالية، لا سيما في الانحناءات الخفيفة، مما يؤكد أهمية المتابعة المتكررة مع جراح العظام.

وتشير المتابعات والإحصاءات إلى أن حوالي 10-25 بالمائة من الانحناءات تكون خفيفة، وتبقى مستقرة ولا تتقدم على الإطلاق. ومع ذلك، فإن هناك نسبة من الانحناءات تصبح أسوأ وتتطلب العلاج.

المصادر: Scoliosis Research Society + Orthoinfo + PubMed + Medscape