مرض الجنف

عند التفكير بمرض سكوليوز (الجنف) وأعراضه، يتبادر إلى أذهاننا أنماط حياة محدودة للغاية، لكن الواقع في زماننا الحالي بات مختلفاً تماماً، فالتعايش مع مرض الجنف لا يحدّ من أنشطة الإنسان اليومية، بل إنه يشجع على نمط حياة أكثر نشاطاً للتعامل والتعايش بشكل أفضل مع هذا المرض.

تقرؤون في هذا المقال:

1- كيف يمكن أن يؤثر الجنف على الحياة اليومية؟

2- هل يؤثر مرض الجنف على الحمل و الولادة؟

3- هل تؤثر جراحة الجنف على جودة حياة المرضى وأسلوب حياتهم؟

4- ما هي أفضل طريقة للتعايش مع مرض سكوليوز؟

يعدُّ الجنف (سكوليوز) من أكثر مشاكل العمود الفقري شيوعاً والتي يصاب بها الأطفال أثناء مرحلة النمو، ويعدُّ مشكلة مزمنة، وبالتالي يتعين على المصاب أن يتعلم طُرق التكيف والتعايش مع مرضه لمدة طويلة.

كيف يمكن أن يؤثر سكوليوز على حياتك اليومية؟

نادراً ما يؤدي مرض الجنف (سكوليوز) إلى حالات شديدة تمنع الحركة أو تؤدي إلى الألم المزمن، حيث يمكن لمعظم المصابين بالجنف أن يعيشوا حياة غير مقيدة نسبياً.

كما أن أعداد الأفراد المصابين بالجنف والذين يعانون من مضاعفات شديدة، مثل الألم المزمن، ومشاكل الجهاز التنفسي، وتراجع إمكانية الحركة، تعدّ قليلة جداً.

وعلى الرغم من نُدرة الحالات الشديدة، فمن المحتمل دائماً أن تزداد تشوهات العمود الفقري، سوءاً مع تقدُّم العمر أو إهمال علاج مرض سكوليوز، إذ يمكن أن يؤدي انحناء العمود الفقري إلى إعاقة ليس فقط من حيث الحركة وعدم الراحة، ولكن أيضاً في تقليل مساحة تجويف الصدر، وبالتالي التأثير سلباً على وظائف الرئة.

هل يؤثر مرض سكوليوز على الحمل و الولادة؟

في حالات الجنف عند النساء اللواتي تم علاجهن بنجاح، فإنهن قلّما يعانين من مشاكل بسيطة أثناء الحمل والولادة.

سكوليوز | الجنف والحمل
سكوليوز | الجنف والحمل

ومما تجدر الإشارة إليه أيضاً، عدم وجود خطر تطور منحنى العمود الفقري عند الأم الحامل بسبب الحمل. ولا يوجد خطر أيضاً على الجنين النامي. ومع ذلك، ذكرت بعض الأبحاث العلمية زيادة في شكاوى آلام أسفل الظهر لدى النساء الحوامل المصابات بداء سكوليوز.

بالاضافة إلى ذلك، فإن الجنف قد يزيد من صعوبة عمل التخذير أثناء الولادة إذا كانت زاوية الانحراف شديدة عند المريضة الحامل.

هل تؤثر جراحة الجنف على جودة حياة المرضى وأسلوب حياتهم؟

تبيّن الدراسات الحديثة حول نتائج عمليات جراحة الجنف (سكوليوز)، حدوث زيادة طفيفة في جودة ونوعية حياة المريض بشكل عام.

 وكشف التحليل النفسي الاجتماعي أن المرضى الذين خضعوا للجراحة كانوا أشخاصاً منتجين ومستقرين نفسياً وأرباب مهن واثقين بأنفسهم.

ما هي أفضل طريقة للتعايش مع مرض سكوليوز؟

فيما يلي بعض النصائح المفيدة في التعايش مع الجنف والتي من شأنها المساعدة في تقليل ألم الجنف الحاد:

  • المواظبة على التمارين الرياضية

يعاني مرضى الجنف البالغون عادة من الألم وتيبس الظهر بعد النوم. وتعمل تمارين الإطالة على تخفيف الألم المرتبط بالجنف. فتلك التمارين تلعب دوراً في تقوية الجسم وتعزيز مرونته.

وبالاضافة إلى تمارين الإطالة فهناك بعض التمارين التي يجب مراعاتها قدر الإمكان، مثل: رياضة اليوجا والبيلاتس والسباحة، وغيرها من التمارين البسيطة، والتي تُعنى بالشد والتمدد والإطالة والتنفس العميق. كما يمكن أن تكون الأنشطة الأكثر حزماً، مثل ركوب الدراجات والجري مفيدة أيضاً.

انحراف العمود الفقري
انحراف العمود الفقري
  • المحافظة على دفء المفاصل في الطقس البارد

يمكن التعامل مع ألم الجنف المرتبط بالطقس، بارتداء الملابس الدافئة، والاستحمام بالماء الساخن، وكمادات الماء الدافئ.

  • اتباع نظام غذائي صحي مضاد للالتهابات

 يساعد اتباع نظام غذائي غني بالألياف والدهون الصحية والبروبيوتيك، على تقليل الالتهاب في الجسم والعمود الفقري، مما قد يقلِّل من آلام الجنف.

  • تناول المكملات الغذائية

 يساعد فيتامين D3 على تحسين كثافة العظام. كما أن بعض المعادن، مثل: المغنيسيوم، تساعد أيضاً في تحسين صحة العظام والعمود الفقري.

وتتميز زيوت السمك (أوميغا 3) بفوائد طبيعية مضادة للالتهابات. ويساعد الكركم أيضاً في تخفيف الآلام المزمنة والالتهابات.

  • الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي

يعدُّ العلاج الطبيعي خياراً فعالاً لبعض المرضى؛ لأنه يركز على استعادة التناسق العضلي وتناسق وضعية الجسد، حيث تتم جلسات العلاج وفق مقاييس معينة خاصة بانحناء العمود الفقري، ولكنها غالباً ما تتضمن تمارين القوة، وبعض التمارين السلبية التي يؤديها الطبيب المعالِج للمريض.

  • استخدام فراش عالي الجودة لمرضى سكوليوز

تساعد الفُرُش الصلبة أو متوسطة الصلابة في دعم العمود الفقري، مما يقلِّل من ألم وتيبُّس العمود الفقري بعد النوم لساعات طويلة.

  • الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الصحي

حيث إن زيادة الوزن ترهق العمود الفقري وتؤثر سلباً على عملية العلاج.

  • تجنب التدخين

حيث إن التدخين سبب رئيس لمشاكل الرقبة والظهر، وهو ضارٌّ بشكل خاص بأمراض العمود الفقري والجنف التنكسي.

  • تجنب الانعزال الاجتماعي

يكون الاضطراب النفسي، والاجتماعي، وتأثير صورة الجسم على نفسية المريض، أقل وضوحاً في المرضى الذين يتمتعون بأداء اجتماعي وعائلي جيد. كما أن المرضى الذين يمارسون الرياضة بانتظام غالباً ما يتمتعون بصحة نفسية جيدة، لذا يُنصح بكسر الحواجز الاجتماعية لدى المرضى بكافة الوسائل المتاحة.

 

المصادر: Scoliosis Research Society + مجلة العمود الفقري + The Journal of Bone & Joint Surgery