هل الجنف خطير

هل الجنف خطير على حياة المرضى؟ سؤال طالما شغل بال المصابين بهذا المرض أو ذويهم. نجيب عنه من منطق علمي في السطور القادمة.

تقرؤون في هذا المقال:

1- مخاطر إهمال علاج مرض الجنف 

2- تطور الجنف ومتوسط العمر المتوقع لمريض الجنف

أ- الضغط النفسي والجسماني المتراكم

ب- ضعف وظائف الرئة

ج- جراحة العمود الفقري

تختلف خطورة مرض الجنف من مريض لآخر وبين حالة وأخرى، فعند بعض المرضى يكون الجنف مجرد عيب جمالي بسيط يزعج المريض، من دون أن يسبب مشكلة حقيقية له. وعند مجموعة أخرى من المرضى قد يبلغ الجنف درجة من الشدة تسبب آلاماً مزمنة في العمود الفقري. وتقييد شديد في مجال حركة الجسم. ومشاكل أخرى تصيب القلب والجهاز التنفسي. لا سيما في الحالات التي تُركت دون متابعة وعلاج.

هل الجنف خطير ؟ ما مخاطر إهمال علاج مرض الجنف؟

في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الجنف غير المعالَج إلى تشوهات شديدة في العمود الفقري، والتي تؤدي إلى عدم قدرة المريض على المشي أو ممارسة روتين حياته بالشكل الطبيعي.

عند ترك مرضى الجنف من المراهقين دون علاج ممن لا زالوا في طور النمو وتتراوح أعمارهم بين 9 إلى 13 عاماً، فإن احتمالية زيادة الانحناء تكون كبيرة بشكل ملحوظ مع استمرار نموهم، وخاصة إذا كان منحنى الجنف يتراوح بين المتوسط إلى الكبير. و قد يتسبب ذلك بحدوث تشوهات جسدية للمراهق وآلام شديدة. وعلى أثره يصبح أقل قدرة على القيام بالأنشطة اليومية بالشكل المعتاد.

وأما في حال أصبحت درجة الجنف شديدة، فإن احتمالية أن يعاني المريض من بعض مشاكل التنفس تكون أعلى بكثير، لأن الانحناء يؤثر بشكل واضح على حركة القفص الصدري للمريض.

الجنف
الجنف

وإذا تم تأخير العلاج الجراحي حتى سنّ الرشد، فإن مقدار التحسن لا يكون كبيراً، وقد يستغرق التعافي من الجراحة وقتاً أطول مقارنة بالمرضى الذين خضعوا لنفس الخطة العلاجية في عمر أصغر.

وأما المرضى الذين بلغوا 15 عاماً من العمر وأكثر، أو الذين أوشكوا على إكمال مرحلة نمو العظم، أو أكملوها تماماً، فإذا كان منحنى الجنف لدى المريض صغيراً أو متوسط الحجم (بين 30 و40 درجة) ، فمن المحتمل ألّا يزيد الانحناء بشكل ملحوظ إذا تُرك بدون علاج، بينما إذا كان إنحناء الجنف أكبر من 40 إلى 50 درجة، فقد يزيد الانحناء ولكن بمعدل بطيء للغاية. ويعود سبب ذلك إلى أن المريض قد أتم مرحلة نمو العظم فيكون التأثير أقل مقارنة بمرضى الجنف من الأطفال ممن لا زالوا في طور نموهم.

في المتوسط، تزيد هذه الانحناءات بمقدار درجة واحدة في السنة. وفي هذه الحالة، قد يختار الطبيب المعالج المتابعة من دون تدخل علاجي محدَّد، حيث يتابع الطبيب مدى تغيُّر انحناء العمود الفقري عند المريض أولاً بأول خشية ظهور أية أعراض سلبية غير مطمّنة.

تطور الجنف ومتوسط العمر المتوقع لمريض الجنف

يعتمد تطور مرض الجنف ونوعية الحياة المتوقعة للمصاب به بشكل كبير على شدة اعوجاج العمود الفقري. ويختلف متوسط العمر المتوقع أيضاً بناءً على طريقة العلاج المختارة. حيث تشكِّل بعض خيارات العلاج مضاعفات خطيرة، بينما يمكن لبعض أشكال العلاج تحسين حياة المرضى بشكل كبير للغاية.

تشمل العوامل المرتبطة بالجنف والتي يمكن أن تؤثر على متوسط العمر المتوقع ما يلي:

· الضغط النفسي والجسماني المتراكم

في حالات الجنف البسيط، لا تكون أعراض الجنف شديدة لدرجة إضعاف قدرة المريض عن العمل، أو التأثير على قدرته في ممارسة حياته الطبيعية. ولكن بمرور الوقت وباستمرار الضغط المتراكم على عضلات الجسم، قد تظهر بعض الأعراض المزعجة الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك يصاحب الجنف كمية كبيرة من الإجهاد النفسي الناجم عن التشوه الجمالي، وبعض الأعراض المصاحبة. حيث يمكن أن يعاني المرضى من آلام مزمنة وإرهاق وصداع وصعوبة في النوم ومشاكل في الجهاز الهضمي. وكل ذلك يمكن أن يستنزف طاقة المصاب الحيوية بمرور الوقت.

· هل الجنف خطير ويؤثر في إضعاف وظائف الرئة؟

مع تفاقم الجنف، تبدأ انحناءات العمود الفقري بالضغط بشكل غير مباشر على الرئتين.

مرض الجنف
مرض الجنف

في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي التشوه إلى تقييد حركة الرئتين، مما يؤثر على التنفس ويقلل من مستويات الأكسجين في الجسم. في حين أن انحناء العمود الفقري والقفص الصدري قد يضرّان بوظائف الرئة. إلا أن ذلك لا يسبب الوفاة في معظم الحالات، حتى مع الانحناءات الشديدة جداً. ومع ذلك، فإن هؤلاء المرضى يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الرئوية.

· جراحة العمود الفقري

يختار بعض المرضى في حالات معينة نوعاً من الجراحات التي تعتمد على مبدأ دمج الفقرات. حيث يتم دمج معظم فقرات الانحناء المائلة معاً لتكون عظمة صلبة واحدة.

إن الهدف من عملية دمج فقرات العمود الفقري هو وقف تقدُّم المرض، إلا أن من الآثار الجانبية لهذه العملية إلغاء الحركة في الجزء الملتحم من العمود الفقري. ناهيك عن التكلفة المالية للجراحة. ويضاف إلى ذلك بعض المشاكل الأخرى، مثل فقدان المرونة في العمود الفقري، والآثار النفسية للتعايش مع العمود الفقري المندمج.

 

المصادر: ScoliSmart™ Clinics + Mayoclinic + Scoliosis Education Center