انحراف العمود الفقري

من المعلوم أن معظم حالات جنف الأطفال التي تصيب المراهقين مجهولة السبب. إلا أن هذه الحالات تشهد تطوراً مستمراً طوال فترة نمو المراهق. ولأجل ذلك فإن الهدف الأساسي لجميع التدخلات العلاجية، الجراحية منها وغير الجراحية، يتمثل في الحدِّ من زيادة انحراف العمود الفقري عند الاطفال واستعادة اعتداله. وبالتالي منع المضاعفات الخطيرة على العمود الفقري التي تنتج على المدى الطويل. والتي تؤثر على حركة الطفل وجهازه التنفسي في المقام الأول.

تقرؤون في هذا المقال:

1-جنف الاطفال بين الكشف المبكر وخطط العلاج

2- خطط علاج الجنف بين الوسائل الجراحية وغير الجراحية

3- الخيارات غير الجراحية لعلاج جنف الاطفال

4- فعالية العلاجات غير الجراحية على جنف الاطفال 

جنف الاطفال بين الكشف المبكر وخطط العلاج

يُعرَّف الكشف المبكر لمرض الجنف على أنه: اكتشاف اعوجاج العمود الفقري عند الاطفال أو الكبار في مراحله الأولية. وذلك حين يكون انحناء العمود الفقري بسيطاً وغير واضح لعين غير المختص.

ويعتبر الكشف المبكّر عن إصابة العمود الفقري من أهمّ الخطوات المحدِّدة لطريقة العلاج الأمثل، وفعالية أنواع العلاجات المختلفة.

اعوجاج العمود الفقري عند الاطفال
اعوجاج العمود الفقري عند الاطفال

تبدأ الخطوة الأولى عندما يشك الطبيب بوجود الجنف عند الطفل المريض. وعلى أساس ذلك يُجري الطبيب فحصاً جسدياً شاملاً، مستعيناً بالوسائل المساعِدة الأخرى، كالأشعة السينية وغيرها من الوسائل، بهدف تقييم حالة العمود الفقري ومقدار زاوية الانحناء. ومن ثَم اختيار خطة العلاج المناسبة لدرجة المرض.

خطط علاج الجنف بين الوسائل الجراحية وغير الجراحية

عند وضع خطة علاج جنف الأطفال والمراهقين، يتم الاختيار بين الحل الجراحي وغير الجراحي بناءً على درجة  المرض ونوع الأعراض. حيث يكون الهدف من العلاج الجراحي وغير الجراحي هو الحدُّ من تقدُّم الانحناء مع مرور الزمن، والتصحيح الجزئي للعمود الفقري إن أمكن، للحصول على أفضل نتيجة تجميلية على المدى البعيد.

إلا أنه قد يُلجأ للحل الجراحي في الحالات الشديدة، والتي تعاني من أعراض واضحة. وفي حالات جنف المراهقين، يكون السؤال المطروح هو: ما هي درجة الاعوجاج التي تفصل بين قرار العلاج غير الجراحي والحل الجراحي؟

من المعروف أن الدعامات المستخدمة لعلاج الجنف تعمل بشكل أفضل عندما تكون درجة انحناء العمود الفقري قليلة ومحدودة (أي: أقل من 40 إلى 45 درجة). وبينما يُعالَج انحناء العمود الفقري الذي يكون أقل من 40 درجة بالدعامات الطبية، فإن معالجة المنحنيات التي تزيد عن 50 درجة تستوجب العلاج بالأساليب الجراحية غالباً.

يقع المرضى الذين لديهم انحناءات تتراوح بين 40 و 50 درجة في المنطقة الرمادية التي تتراوح بين العلاج الجراحي أو بالأساليب الأخرى. ولذلك يجب تقييم حالاتهم بعناية حتى يتم اختيار أفضل طريقة علاج لهم.

الخيارات غير الجراحية لعلاج انحراف العمود الفقري لدى الاطفال

1- العلاج الطبيعي:

يعمل العلاج الطبيعي على تقوية عضلات ظهر الطفل وساقه، وزيادة المرونة منعاً للإصابات. يستخدم المعالج تمارين المرونة العامة، مع التركيز على تمارين قوة العضلات. بالإضافة إلى العلاج اليدوي بالتمارين السلبية (التمارين الموجهة من خلال يدي المعالج).

وعلى الرغم من أن العلاج الطبيعي لا يصحح الانحناء، إلا أنه يمكن أن يخفف من انزعاج الطفل من الآلام الناتجة عن انحناء عموده الفقري إلى حدٍّ كبير.

جنف الاطفال
جنف الاطفال

2- علاج جنف الأطفال بالدعامات:

إذا كان منحنى العمود الفقري للطفل أكبر من 20 درجة وأقل من  40 درجة، قد يقترح الطبيب دعامة تُصنع خصيصاً لهذه الحالة.

لا تصحِّح هذه الدعامة الانحناء الموجود في العمود الفقري، ولكنها تقوم بمنعه من التفاقم أثناء نمو الطفل. وللاستفادة المثالية من الدعامة  يجب على الطفل ارتداؤها عادةً لمدة لا تقلُّ عن 18 ساعة في اليوم.

كما أن هذه الدعامات لا تعتبر مناسبة لجميع المرضى، وإنما يعتمد ذلك على نوع الجنف ومدى انحناء العمود الفقري للطفل.

3- متابعة المريض:

إذا كان الطفل يعاني من انحناء بسيط في عموده الفقري (أقل من 20 درجة ) فلا داعي لبدء العلاج على الفور. وإنما يُكتفى فقط بالمتابعة الدورية لتطور الحالة المرضية للطفل.

4- العلاج بالجبائر:

بالنسبة للأطفال الصغار والرضَّع الذين يتم تشخيص حالتهم على أنها انحناء حادٌّ في العمود الفقري (ما يعرف بالجنف الطفولي أو الجنف المبكر) ، قد يقترح الطبييب العلاج بالجبائر، أو ما يسمى (Mehta casting).

وفيه يقوم الأخصائي بوضع جبيرة حول ظهر وصدر الطفل باستخدام تقنية خاصة، مصمَّمة لتصحيح تشوُّه العمود الفقري تدريجياً. ويتم تغيير الجبيرة كل شهرين أو ثلاثة لمراعاة نمو الطفل.

فعالية علاجات انحراف العمود الفقري عند الاطفال غير الجراحية

لا تتوفر أدلة كافية لإصدار حكم بشأن ما إذا كانت التدخلات غير الجراحية في جنف المراهقين فعالة بالحدِّ المرجو.

ورغم ذلك أظهرت معظم طرق العلاج غير الجراحية، مثل: العلاج الطبيعي، والعلاج بالدعامات، درجة من الفعالية والنجاح في مرض الجنف. ولكن الأنظار لا تزال متطلعة لمزيد من الأبحاث حول طرق العلاج غير الجراحي للجنف، أملاً باكتشاف طرق أكثر نجاعةً.

 

المصادر:

Children’s Health + Clinical Orthopaedics and Related Research + PLoS One + Pain Med + Orthoinfo