لا بد من أخذ أعراض ما بعد عملية الجنف المتوقعة بعين الاعتبار قبل اتخاذ أي قرار بشأن أسلوب العلاج الملائم لمرض سكوليوز، إذ يشعر بعض مرضى الجنف بالإحباط لوجود أي شكل من التشوهات الملحوظة في عمودهم الفقري حتى لو كانت صغيرة، لدرجة أن بعضهم يرغب باللجوء إلى الحلول الجراحية مباشرة. ومع ذلك إذا لم يزِد انحناء العمود الفقري عن 45 درجة، أو لم تظهر احتمالية تطور الجنف إلى تشوه شديد، فإنه لا يوصى بإجراء الجراحة عادةً.
تقرؤون في هذا المقال:
وبشكل عام فإن العملية الجراحية مرتبطة بمخاطر الجراحات التقليدية. أما عملية التعافي فتعتبر تحدياً خاصاً، لكونها ترتبط بأعراض معينة ونمط حياة مغاير.
ما مدى فعالية جراحة الجنف على المرضى؟
تابعتْ مراكز البحوث الطبية عن كثب النتائج قصيرة وطويلة الأمد للتدخلات الجراحية على مرضى سكوليوز لعدة عقود. ونظراً للتقدم التكنولوجي في الأساليب الجراحية في العقود الأخيرة، فقد انعكس ذلك إيجاباً على النتائج أيضاً.
وجد الباحثون أنه على الرغم من ارتفاع معدل حدوث المضاعفات والاضطرار لإعادة الجراحة، فإن جراحة الجنف تعتبر علاجاً فعالاً ومعقولاً لمرضى الجنف. إذ إن الجراحة عادة تساعد المرضى في تصحيح انحناء عمودهم الفقري وتقلل من أعراض مرض السكوليوز لديهم.
في الواقع، إن العامل الأكثر أهمية في تقرير ما إذا كان يجب إجراء الجراحة، هو مدى شدة انحناء العمود الفقري عند المريض، ومدى تأثيره على الحياة اليومية، وعلى هذا الأساس يتم احتساب نسبة نجاح عملية اعوجاج العمود الفقري.
ما هي أعراض ما بعد عملية الجنف المتوقعة ؟
يعاني معظم مرضى الجنف الذين خضعوا لعملية جراحية من مضاعفات وأعراض في مرحلة ما من حياتهم بعد العملية. وتختلف هذه الأعراض بشكل كبير اعتماداً على شدة الحالة ونوع الجراحة التي تم إجراؤها.
يمكن أن تشمل هذه الأعراض:
-
فقدان جزئي لمرونة العمود الفقري
في محاولة الأطباء لتصحيح انحناءات الجنف، عادةً ما يتم استخدام قضيب معدني لدمج فقرات العمود الفقري معاً، مما يؤدي إلى تغيير الميكانيكا الحيوية للعمود الفقري بشكل دائم. وبمجرد الدمج لن تكون الفقرات المدمجة قادرة على الانثناء أو التمدُّد أو الدوران أو الانحناء الجانبي بشكل طبيعي كما في السابق.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الضغط الإضافي على الفقرات المجاورة إلى جعلها غير مستقرة بشكل متزايد، وعُرضة للتنكس بشكل أسرع.
ووفقاً للبحوث الطبية، وُجد أن مرضى الجنف الذين خضعوا للجراحة يعانون من خسارة بنسبة 20 إلى 60 بالمائة في المرونة الجانبية.
-
الألم من أشهر أعراض ما بعد عملية الجنف
يعدُّ الألم أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لجراحة الجنف. ففي إحدى الدراسات تبين أن 41٪ من المرضى الذين تعرضوا لـ جراحة الجنف يعانون من آلام متفاوتة على المدى البعيد. حيث يؤثر مستوى الدمج الجراحي بشكل مباشر على المرونة ومستويات الألم بعد الجراحة.
بعد جراحة الجنف مباشرة يعطى المريض بعض المواد المسكنة لتساعده على التحكم بالألم بشكل أفضل. وعادة ما يتلقي جرعات متناقصة من هذه الأدوية المسكنة خلال الأسابيع الأولى من العملية الجراحية.
خلال السنوات ال 7 التي تلي الجراحة تبين أن واحداً من كل ثلاثة مرضى ممن أجروا عملية دمج العمود الفقري عانى من بعض الآلام في الظهر. وتكون تلك الآلام ناتجة في الغالب عن تلف الأعصاب، أو تنكُّس المفاصل، أو بسبب مضاعفات أخرى تتعلق بموقع إجراء العملية.
-
الصحة النفسية
في حين أن جودة الحياة الجسدية للفرد مهمة، فإن الجودة النفسية للحياة لا تقل أهمية. في دراسة لفحص نوعية الحياة للمرضى الذين خضعوا لعمليات في عمودهم الفقري استُنتج أن الحالة الصحية النفسية لمعظم المرضى المراهقين تأثرت بشكل إيجابي. وذلك يعتمد بشكل أساسي على مقدار التحسن في المظهر الخارجي والصورة الذاتية للمريض عن حالته.
علماً أن مقدار التحسن في المظهر الجسدي، يعتمد على نوع وحجم الانحناء والتقنية الجراحية المستخدمة.
-
وظائف الرئة
إذا خضع المريض لعملية جراحية في الجزء الخلفي من العمود الفقري الصدري (منتصف الظهر)، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض مؤقت في وظائف الرئة. لكن هذا التأثير يكون مرحلياً، حيث إن المريض سوف يستعيد وظيفة الرئة التي كان يتمتع بها قبل الجراحة.
يمكن أن يستغرق هذا التعافي من 3 أشهر إلى عامين بعد الجراحة. وقد تتحسن وظائف الرئة عما كانت عليه قبل الجراحة اعتماداً على حجم وموقع المنحنى.
-
الالتهابات
تأتي هذه الالتهابات على شكل التهاب في الموقع الجراحي. وقد تحصل ما بعد الجراحة مباشرة، أو بعد أشهر أو حتى سنوات، ولكنها غير شائعة الحدوث.
-
تلف الأعصاب
من الممكن أن تتعرض الأعصاب للإصابة أثناء هذه العمليات. ولذلك سيراقب الجراح أو الفني وظيفة الأعصاب خلال الجراحة لتقليل مخاطر حدوث مشكلة عصبية بعد الجراحة.
المصادر: Spine-Health + Sage Journals + Kidshealth + Orthoinfo + Spineuniverse