بينما تكتسب الأشكال البديلة غير الجراحية لعلاج الجنف شعبية متزايدة، إلا أنه لا يزال مسار العلاج عبر سُبل جراحة الجنف التقليدية هو الخيار السائد والأكثر نجاعة حتى اليوم.
تقرؤون في هذا المقال:
1- ما الأهداف المرجوة من عملية جراحة الجنف ؟
لا يعد الخيار الجراحي ملائماً لجميع مرضى الجنف. ولذلك يتوجب على الطبيب إخبار المريض إن كانت جراحة الجنف مناسبة له أم لا.
في بعض الحالات قد تكون هناك حاجة لأكثر من عملية جراحية لتحقيق أفضل نتيجة علاجية ممكنة. ولذلك سينظر الجرّاح في جميع عوامل الحالة المرضية، ليقدم إيجابيات وسلبيات كل إجراء جراحي مناسب لحالتك تماماً.
ما الأهداف المرجوة من عملية جراحة الجنف ؟
- منع انحناء العمود الفقري من التفاقم.
- النتيجة الجمالية (إزالة اعوجاج العمود الفقري).
يمكن لجراحة الجنف في كثير من الأحيان أن تزيل التواء العمود الفقري غير الطبيعي، بالإضافة إلى تصحيح الانحناء الجانبي بنسبة تتراوح بين 50 إلى 70 بالمئة.
- الحفاظ على توازن الجذع.
سيعمل الجراح على ضمان أن يكون العمود الفقري في وضعية سليمة، بالإضافة إلى مراعاة تحقيق أكبر درجة تناسق للوركين والساقين.
هل أحتاج لعملية جراحية للجنف؟
إذا كانت زاوية انحناء العمود القفري لديك أكبر من 45-50 درجة، أو نسبة تطور درجة اعوجاج العمود الفقري سريعة، والتي تلاحظ عامةً في الأطفال والمراهقين الذين لا يزالون في طور النمو، فعندها سوف يوصي الطبيب بإجراء العمل الجراحي المناسب.
لذا يجب مناقشة حالتك المرضية مع طبيبك الجراح لمعرفة تطور حالتك المرضية ومدى ضرورة إجراء عملية جراحية من عدمها.
الخيارات الجراحية لمرضى الجنف
في الفقرات التالية، نمر على أشهر الأشكال الجراحية لعلاج مرض الجنف، ومنها:
· عملية دمج الفقرات
الفكرة الأساسية من هذه العملية هي إعادة تنظيم الفقرات المنحنية وربطها معاً بحيث تلتئم في عظمة صلبة واحدة.
تتم العملية من خلال إعادة تشكيل فقرات العمود الفقري بشكل دائم، عن طريق استخدام رقعة عظمية، حيث يتم دمج فقرتين متجاورتين أو أكثر معاً.
أثناء دمج العمود الفقري يجري استخدام ألواح معدنية وبراغي وقضبان مصنوعة من التيتانيوم لتثبيت الفقرات بعضها مع بعض لتحقيق دمج والتحام الفقرات.
· الرقعة العظمية
هي إجراء جراحي، يُستخدم فيه طُعم عظمي مأخوذ من جزء أخر من الجسم؛ لإصلاح وإعادة بناء العظام التالفة.
قد يأخذ الجرّاح الرقعة العظمية من الوركين أو الساقين أو من ضلوع المريض. وفي بعض الأحيان يستخدم الجراحون أيضاً الأنسجة العظمية المتبرَّع بها من الجثث لإجراء ترقيع العظام.
عادةً ما يكون استخدام عظم موضعي من العمود الفقري أقل إيلاماً للمريض من حصاد العظم من منطقة أخرى من الجسم، مثل الحوض.
ملاحظة مهمة قبل جراحة الجنف:
يجب على جميع المرضى الإقلاع عن التدخين في الأشهر التي تسبق موعد الجراحة المقرَّر وحتى بعد الجراحة. حيث إن التدخين يجعل كل شيء أسوأ عندما يتعلق الأمر بشفاء العظام، حيث يؤدي التدخين إلى إبطاء عملية الشفاء بشكل كبير، وبالتالي يقلل من فرص حدوث اندماج ناجح.
· عملية قطع العظم
إجراء جراحي يتم فيه قطع العظام المصابة وإزالتها لتصحيح تشوهات معينة في العمود الفقري لدى البالغين أو الأطفال. حيث يقوم الطبيب باستخدام أحد الأساليب التالية:
- قطع العظم في العمود الخلفي (PCO).
- قطع عنق الفقرة (PSO).
- استئصال فقرة بالكامل (VCR).
عادةً يستخدم الأطباء هذا الإجراء الجراحي لعلاج المرضى الذين يعانون من انحناءات جنفية شديدة، أو ظهر مسطح، أو في الحالات التي تكون فيها إعادة تنظيم تناسق العمود الفقري ضرورية. ويتم إجراء هذه العملية عادةً بعد إجراء عملية دمج العمود الفقري.
· جراحة الجنف بالمنظار الصدري بمساعدة الفيديو (VATS)
جراحة المنظار الصدري هي تقنية جراحية طفيفة التوغل نسبياً. يقوم الطبيب فيها بعمل شقوق صغيرة في جانب الصدر. وبعد ذلك، سيستخدم الجرّاح الكاميرات لمساعدته في توجيه العملية من خلال أجهزة مراقبة الفيديو والأجهزة المساعدة الأخرى. حيث تُساعد كل هذه الأجهزة في جعل التدخل الجراحي أقل توغلاً بكثير، مع توفير نتائج متساوية أو أفضل في الوقت نفسه.
تنجم بعض الندبات عن عماية الـ VATS إلا أنها أصغر بكثير من غيرها، وهو ما يلعب دوراً في جعل فترة التعافي أسرع.
تُعدُّ هذه العملية محدودة الاستخدام، إذ تنطبق فقط على المرضى الذين يعانون من انحناء صدري في العمود الفقري. ويعتمد ذلك أيضاً على طبيعة الانحناء ودرجته.
لمعرفة ما إذا كنتَ مؤهلاً لـ جراحة المنظار الصدري لعلاج الجنف بمساعدة الفيديو، يجب مناقشة تفاصيل حالتك المرضية مع طبيبك الخاص.
· جراحة الجنف عبر تقنية الترميم الصدري (thoracoplasty)
جراحة الترميم الصدري، أو ما يُعرف بـ (رأب الصدر)، هي إجراء جراحي تصحيحي هدفه تصغير حجم تحدُّب الضلع. وتهدف العملية إلى تحرير الانحناء وإعادة بناء التشوه الصدري.
عادةً ما يتم تنفيذ هذا الإجراء بالاقتران مع جراحات تصحيح الجنف الأخرى، ولكن يمكن إجراؤها كعملية جراحية منفصلة.
في بعض الحالات، يحتاج الطبيب إلى تركيب أنبوب صدري يبقى لمدة يوم أو يومين بعد اكتمال هذا الإجراء.
لا يعدُّ هذا الإجراء شائعاً كما كان في السابق، حيث أدت التطورات في الأجهزة الجراحية للعمود الفقري إلى ضمان التصحيح الدوراني للتشوه دون الحاجة لهذه العملية.
ومع تنوع الإجراءات الجراحية المتاحة، يبقى الطبيب هو المؤهل الوحيد لتحديد الإجراء الجراحي أو العلاجي المناسب لكل حالة.
المصادر : Spine Health + John Hokins + Neupsy Key + columbiaspine.org