هل الجنف وراثي

هل الجنف وراثي؟ وإن كان كذلك فكيف يكون توريثه؟ وما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به؟

يعتبر الجنف بشكله الوراثي اضطراباً غير طبيعي في نمو العمود الفقري، يتطور لدى بعض الأشخاص على شكل اعوجاجات إضافية غير طبيعية في العمود الفقري باتجاه أحد جانبي الجسم أو كليهما. ويظهر هذا الانحناء على شكل حرف C أو حرف S.

تقرؤون في هذا المقال:

1- هل الجنف وراثي ؟

2- كيف تتم عملية توريث الجنف؟

3- أهم أسباب الجنف

4- عوامل تزيد من خطر الإصابة بالجنف

عند تشخيص إصابة طفل ما بـ مرض الجنف، يتجه تفكير الوالدين للبحث عن أسباب تطور هذه الحالة المرضية لدى طفلهم. وفي الغالب يتردد لديهم التساؤل التالي: (هل الجنف وراثي؟). وهو ما يدفعهم للبحث عن إجابات في شجرة العائلة.

قد يشتبه أحياناً في أن يكون الجنف مرضاً وراثياً، إذ لوحظ انتشار هذا المرض بين أفراد بعض العائلات بشكل واضح، وهو ما لا يثبته العلم بشكل قاطع. فعلى الرغم من كثير من البحوث فإن المسببات الأساسية للجنف غير مفهومة جيداً. لكن كشفت بعض الدراسات الأخيرة عن عوامل وراثية تسهم بشكل كبير في تطور الجنف.

هل الجنف وراثي ؟

أثبتت العديد من الدراسات البحثية الحديثة دور التأثيرات الجينية في تطور الجنف. حيث أُجريت دراسات سريرية على توائم مصابة بالجنف كشفت عن نسبة انتقال تصل إلى 73 ٪ في التوائم أحادية الزيجوت (المتطابقة)، مقارنة بـ 36 ٪ في التوائم ثنائية الزيجوت (غير المتطابقة).

والمثير للاهتمام أنه كان هناك تفاوت كبير في نمط وشدة انحناء العمود الفقري بين الحالات المصابة  في التوائم المتطابقة.  مما يشير إلى أهمية العوامل الوراثية في التحكم في قابلية الإصابة بالمرض، ولكن ليس بالضرورة التماثل في نمط وشدة المرض. وهذا يشير إلى دور العوامل البيئية أو عوامل أخرى غير معروفة في التحكم بتطور المرض.

في علم الوراثة، عندما توصف حالة مرضية بأنها “وراثية” فهذا يعني أن طفرة على جين معين قد انتقلت من أحد الوالدين إلى نسلهم، وتسببت بالمرض. لكن في مرض الجنف يختلف الأمر عن ذلك، إذ أشار العلماء إلى احتمالية وجود قابلية وراثية لانتقال المرض، وهذا لا يعني أن الوراثة هي سبب لازم.

القابلية الوراثية (أو ما يعرف بالاستعداد الوراثي) لمرض معين، هي احتمال الإصابة بمرض معين بناءً على التركيب الجيني للشخص وعوامل أخرى مساعدة. تحدث الطفرة إما بشكل عشوائي أو بسبب عامل بيئي، أو تكون وراثة هذا الجين من أحد الوالدين. لكن الاختلاف الرئيس في هذا الأمر أن بعض الأشخاص الذين لديهم هذه الطفرة ستظهر عليهم أعراض المرض، وبعضهم الآخر لن تظهر عليهم أية أعراض.

كيف تتم عملية توريث الجنف؟

تتضارب الآراء وتختلف حول الطريقة التي يتم بها توريث الجنف. حيث أشار بعض الباحثين إلى انتقال المرض عبر النمط الوراثي السائد. كما اقترح آخرون نمط الوراثة السائدة المرتبطة بالكروموسوم ـ X، إلا أنها دراسات مرفوضة لدى المتخصصين. إذ يُعدُّ الجنف بشكل عام مرضاً وراثياً “معقداً” لا يمكن تفسيره بسهولة من خلال نماذج الوراثة الحالية.

قام علماء الجينات بتحديد بعض المواقع الجينية التي تحدث طفرات جينية عليها، وهي كل من الكروموسومات 8 و9 و17 و19.

توريث الجنف
توريث الجنف

ومن المثير للاهتمام أيضاً أن بعض الدراسات، وليست كلها، قد وجدت علاقة بين كِبر سن الأمهات والإصابة بالجنف. وأشارت دراسات أخرى إلى أن نسبة الإصابة بالجنف بين الأقارب من الدرجة الأولى تصل إلى 11 ٪، مقارنة بـ 2.4 و1.4 ٪ في الأقارب من الدرجة الثانية والثالثة.

هل الجنف وراثي ؟ ما أهم أسباب الجنف؟

في حوالي 20 ٪ من الحالات، تكون أسباب الجنف واضحة. حيث يمكن أن تؤدي العيوب الخلقية وتلف العظام والاضطرابات العصبية العضلية إلى تكوّن الانحناءات في العمود الفقري.

إلا أن أكثر من 8 من كل 10 حالات من الجنف تبقى مجهولة السبب، ما يعني أنه ليس لها سبب معروف.

تشير الدراسات إلى أن الانحناء غير الطبيعي للعمود الفقري قد يكون مرتبطاً بمشاكل هرمونية، أو نمو غير طبيعي في العظام أو العضلات، أو تشوهات في الجهاز العصبي، أو عوامل أخرى مثل العوامل الوراثية والبيئية، أو عوامل أخرى لم يتم تحديدها بعد.

ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجنف؟

1- العمر

حيث تبدأ الأعراض غالباً ما بين 9 – 15 سنة من العمر.

2- الجنس

يزداد خطر الإصابة بالجنف لدى الإناث عنه لدى الذكور، فالإناث أكثر عُرضة لتفاقم انحناء العمود الفقري عادةً.

3- التاريخ العائلي للجنف

يزيد التاريخ العائلي للجنف من احتمالية الإصابة بالمرض.

4- بعض المشاكل الصحية والأمراض التي تؤثر على توازن العمود الفقري

مثل: (ضمور العضلات، الشلل الدماغي، هشاشة العظام، الإصابات الخَلقية، الحالات العصبية العضلية، إلخ).

 

المصادر: Current genomics + MedlinePlus + MedicineNet