التعايش مع مرض الجنف

ينعكس تشخيص الإصابة بمرض الجنف على حياة المريض بعدة أشكال، وتختلف ردَّة فعل المصاب بخصوص التعايش مع مرض الجنف من شخص إلى آخر.

تقرؤون في هذا المقال:

1- كيف يؤثر الجنف على نمط حياتنا اليومي؟

2- كيف يمكنني التعايش مع مرض الجنف (المحاذير والواجبات)؟ 

فهذا الأمر لا يعدو بالنسبة لبعض المرضى أن يكون مجرد منغصات طفيفة، لا ترقى لتمثّل مشكلة أو عائقاً يؤثر على حياتهم اليومية.  فيما يتجلى سكوليوز على شكل مرض مزمن مسبباً آلاماً في الظهر وتقييداً لحركة العمود الفقري لدى آخرين، مما يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية. ويمكن لبعض الحالات المرضية أن تتطور لتصل إلى مشاكل أكبر في كل من الجهاز التنفسي وجهاز القلب والأوعية الدموية.

كيف يؤثر الجنف على نمط حياتنا اليومي؟

تتأثر جودة حياة المرضى الذين يعانون من الجنف بعوامل عديدة منها:

·         عوامل متعلقة بأعراض المرض

تلعب شدة الحالة دوراً كبيراً في تحديد مدى تأثير المرض على الحياة اليومية للمريض. فمعظم مرضى الجنف يعيشون حياة طبيعية نسبياً دون تأثير واضح على نوعية حياتهم. وفي حالات قليلة، يمكن أن تتعارض هذه التشوهات مع حياة الشخص وتؤدي إلى محدودية في الحركة أو خلل في وضعية الجسم أو ألم مزمن أو حتى التأثير على وظائف الرئة.

·         العامل النفسي

نظراً لأن فترة المراهقة هي فترة حرجة ولها أثر كبير على التطور النفسي. فإن التشوه الناتج عن الجنف قد يضع درجة معينة من الضغط الاجتماعي والنفسي على المرضى، كما أن انحناءات العمود الفقري الأكثر حدة ستسبب ضغطاً نفسياً أكبر على المريض.

وفقاً لدراسة بحثية حديثة، استُنتج أن الصورة الذاتية للشخص المصاب بالجنف مرتبطة عكسياً بزاوية انحناء العمود الفقري (كوب) وزاوية انحراف الصدر.

ووجدت دراسة أخرى أن المرضى الذين يعانون من الجنف الشديد مجهول السبب كانوا أكثر عرضة للمشاكل النفسية مقارنة بالمرضى الذين يعانون من الجنف المتوسط أو الخفيف.

·         عوامل اجتماعية

تعدُّ البيئة الأُسرية من العوامل المؤثرة على كل من استجابة المريض للعلاج والتأثير على الجانب النفسي للمصاب.

كما أن لموقف الوالدين تجاه مرض جنف الأطفال عند ولدهم تأثير إيجابي للغاية على مواقف الطفل تجاه العلاج، وبالتالي تحسين نوعية حياتهم.

كيف يمكنني التعايش مع مرض الجنف ؟

يعدُّ التعايش مع مرض الجنف تحدياً صعباً، خاصةً إذا تم تشخيص المرض في سن مبكرة. إذ يميل الأشخاص المصابون بالجنف عادةً إلى الشعور بالخوف من أي نشاط بدني، ولكن في الواقع هذه الأنشطة البدنية لها دور رئيس وفعّال في تحسين صحة الشخص وقبول مشكلته والتعايش معها، لمساعدته على أن يكون أكثر إنتاجية في الحياة، لا سيما خلال مراحل التعافي والشفاء ما بعد عملية الجنف.

وفيما يلي بعض النصائح حول كيفية التكييف مع الجنف:

محاذير يجب تجنبها بهدف التعايش مع مرض الجنف :

  • لا تنتظر كثيراً للبدأ بالعلاج

التدخل المبكر للعلاج يوقف تطور انحناء العمود الفقري في مراحل المرض الأولية، ويزيد من فرص تحسُّن حالة المريض.

  • لا تنم على بطنك!

النوم على بطنك هو أسوأ وضع للنوم في حالات الجنف؛ لأنه يجعل العمود الفقري الصدري مسطحاً، وهذا يسرُّع في عملية تفاقم الحالة المرضية للجنف.

  • لا تستخدم الهاتف المحمول بشكل مستمر

يعد استخدام الهاتف المحمول بشكل خاطئ من الأمور المؤثرة في حالات الجنف؛ إذ يسود بين الأفراد المفرطين باستخدام الهواتف المحمولة انحناء الرقبة الذي بدوره يضغط على النخاع الشوكي والأوعية الدموية المؤدية إلى النخاع الشوكي. وهو ما يؤدي إلى ألم مزمن في الرقبة وتفاقم إصابتهم بالجنف. لذلك وجب إمساك الهاتف على مستوى العين وإراحة عنق الرقبة.

  • لا تحمل أشياء ثقيلة

يزيد حمل الأشياء الثقيلة من الضغط على عمودك الفقري، والذي له تأثير سلبي على حالتك المرضية.

التعايش مع الجنف
التعايش مع الجنف

كما يعدُّ حمل الحقيبة على كتف واحدة فقط أمراً غير صحي. ويجب ألا يتجاوز الوزن الإجمالي لحقيبة الظهر 10 بالمائة من وزن جسم طفلك.

  • تجنب التمارين الصعبة والعنيفة

 

أمور يجب فعلها وتُعين في التعايش مع مرض الجنف :

  • البدء بالتدخل العلاجي مبكراً
  • استخدم الأرائك والمخدات عالية الجودة
  • قم بتغيير موضع جسدك بشكل متكرر

إن الجلوس أو الوقوف في مكان واحد لفترة طويلة يضغط على العمود الفقري. لذا يجب عليك تغيير الوضعية عبر التمدد أو المشي قليلاً بقدر الإمكان. واختر لنفسك كرسياً يتمتع بدعم كبير للعمود الفقري عند اضطرارك للجلوس لفترات طويلة.

  • التمدد وتمارين الإطالة

حيث تساعد تمارين الإطالة في تخفيف الشعور بالألم وعدم الراحة.

  • ممارسة التمارين الرياضية لتقوية العضلات

التمارين الأساسية هي أفضل التمارين المناسبة للجنف؛ لأن العضلات الأساسية تدعم العمود الفقري، ومن المفيد العمل على تقويتها.

 

المصادر: US National Library of Medicine *NCBI* + Scoliosis Research Society